الرئيسية
بدأ حياته العملية في العاشرة
العربي.. من بائع حلوى إلى شهبندر تجار
كان ينتظر العيد بفارغ الصبر ليس من أجل اللعب والمتعة والاحتفال كغيره من الأطفال، ولكن للحصول على لقمة العيش، فقد كان يقوم بجمع "عيديته" القليلة ليشتري بها مجموعة من الحلوى والألعاب ويقوم ببيعها لأطفال قريته، ويكسب نظير ذلك بضعة قروش، ليشتري بها هي الأخرى بضاعة جديدة يقوم ببيعها.
هكذا بدأت قصة كفاحه مع الحياة حتى صار رئيس إحدى كبرى مجموعة شركات الأجهزة الكهربية في مصر والشرق الأوسط.
إنه محمود العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية السابق الذي ولد عام 1932 بقرية "أبو رقبة" بمحافظة المنوفية شمال القاهرة لأب فقير يعمل مزارعا أجيرا في أراضي الملاك.
وبسبب هذه الظروف المعيشية لم يتمكن الحاج محمود أو "شهبندر التجار" كما يحب أن يُنادى من الالتحاق بالمدرسة، واكتفى والده بإرساله إلى أحد شيوخ القرية ليحفظ على يديه القرآن الكريم.
محطة جديدة
وعند بلوغه سن العاشرة كان على موعد مع محطة جديدة في حياته، حيث كانت المرة الأولى التي يذهب فيها إلى القاهرة برفقة أخيه الأكبر ليعمل في مكتبة صغيرة للأدوات المكتبية مقابل راتب شهري قدره 120 قرشا فقط (ربع دولار).
واستمر بهذا العمل لمدة 9 سنوات اكتسب خلالها العديد من مهارات التجارة ووقف على أسرار السوق حتى بلغ أجره 320 قرشا (أكثر من نصف دولار)، ثم انتقل للعمل بأحد محلات تجارة الجملة للأدوات المكتبية والمدرسية نظير 4 جنيهات (ثلاثة أرباع الدولار)، واستمر فيه لمدة 15 عاما حتى بلغ أجره 27 جنيها، وهو ما كان يعد أجرا كبيرا في ذلك الوقت، مما مكنه من الزواج.
وبعد هذه السنوات من العمل عند الآخرين، فكر العربي في امتلاك تجارة خاصة به، وبالفعل وجد ضالته مع أحد أصدقائه الأثرياء الذي أبرم معه اتفاقا ينص على إقامة مشروع تجاري يقع فيه الجهد البشري على عاتق العربي، بينما يشارك صديقه بالأموال.
وتحول حلمه إلى حقيقة بإقامة أول محلاته التجارية بمنطقة الموسكي التجارية في القاهرة عام 1964، حيث عمل فيه بمبدأ "أكسب قليلا وأبيع كثيرا".
ولم تمر عدة سنوات حتى قرر خوض مجال تجارة الأجهزة الكهربية نظرا لقلتها بمصر، وساعده في ذلك سياسة الانفتاح الاقتصادي التي كانت متبعة في ذلك الحين، بالإضافة إلى صداقته بطالب ياباني كان يدرس بالجامعة الأمريكية في القاهرة ويعمل في نفس الوقت بشركة "توشيبا" اليابانية المتخصصة في الأدوات الكهربية.
ولعب هذا الطالب دورا مؤثرا في حياة العربي، حيث ساعده في إقناع الشركة التي يعمل بها أن تمنح العربي توكيلها في مصر عام 1975، ليزور بعدها اليابان ويرى مصانع تلك الشركة على أرض الواقع، ويطلب من إدارة الشركة إنشاء مصنع مماثل في مصر، ليتحول بعد ذلك إلى أحد منتجي الأجهزة الكهربية. واستطاع هذا الرجل بالصبر والأخذ بالأسباب أن يتحول من مجرد بائع ينتظر القليل إلى رجل أعمال عصامي يؤمن بأن من يعمل ويجد سيجني جزاء المجتهدين.
العربي.. من بائع حلوى إلى شهبندر تجار
كان ينتظر العيد بفارغ الصبر ليس من أجل اللعب والمتعة والاحتفال كغيره من الأطفال، ولكن للحصول على لقمة العيش، فقد كان يقوم بجمع "عيديته" القليلة ليشتري بها مجموعة من الحلوى والألعاب ويقوم ببيعها لأطفال قريته، ويكسب نظير ذلك بضعة قروش، ليشتري بها هي الأخرى بضاعة جديدة يقوم ببيعها.
هكذا بدأت قصة كفاحه مع الحياة حتى صار رئيس إحدى كبرى مجموعة شركات الأجهزة الكهربية في مصر والشرق الأوسط.
إنه محمود العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية السابق الذي ولد عام 1932 بقرية "أبو رقبة" بمحافظة المنوفية شمال القاهرة لأب فقير يعمل مزارعا أجيرا في أراضي الملاك.
وبسبب هذه الظروف المعيشية لم يتمكن الحاج محمود أو "شهبندر التجار" كما يحب أن يُنادى من الالتحاق بالمدرسة، واكتفى والده بإرساله إلى أحد شيوخ القرية ليحفظ على يديه القرآن الكريم.
محطة جديدة
وعند بلوغه سن العاشرة كان على موعد مع محطة جديدة في حياته، حيث كانت المرة الأولى التي يذهب فيها إلى القاهرة برفقة أخيه الأكبر ليعمل في مكتبة صغيرة للأدوات المكتبية مقابل راتب شهري قدره 120 قرشا فقط (ربع دولار).
واستمر بهذا العمل لمدة 9 سنوات اكتسب خلالها العديد من مهارات التجارة ووقف على أسرار السوق حتى بلغ أجره 320 قرشا (أكثر من نصف دولار)، ثم انتقل للعمل بأحد محلات تجارة الجملة للأدوات المكتبية والمدرسية نظير 4 جنيهات (ثلاثة أرباع الدولار)، واستمر فيه لمدة 15 عاما حتى بلغ أجره 27 جنيها، وهو ما كان يعد أجرا كبيرا في ذلك الوقت، مما مكنه من الزواج.
وبعد هذه السنوات من العمل عند الآخرين، فكر العربي في امتلاك تجارة خاصة به، وبالفعل وجد ضالته مع أحد أصدقائه الأثرياء الذي أبرم معه اتفاقا ينص على إقامة مشروع تجاري يقع فيه الجهد البشري على عاتق العربي، بينما يشارك صديقه بالأموال.
وتحول حلمه إلى حقيقة بإقامة أول محلاته التجارية بمنطقة الموسكي التجارية في القاهرة عام 1964، حيث عمل فيه بمبدأ "أكسب قليلا وأبيع كثيرا".
ولم تمر عدة سنوات حتى قرر خوض مجال تجارة الأجهزة الكهربية نظرا لقلتها بمصر، وساعده في ذلك سياسة الانفتاح الاقتصادي التي كانت متبعة في ذلك الحين، بالإضافة إلى صداقته بطالب ياباني كان يدرس بالجامعة الأمريكية في القاهرة ويعمل في نفس الوقت بشركة "توشيبا" اليابانية المتخصصة في الأدوات الكهربية.
ولعب هذا الطالب دورا مؤثرا في حياة العربي، حيث ساعده في إقناع الشركة التي يعمل بها أن تمنح العربي توكيلها في مصر عام 1975، ليزور بعدها اليابان ويرى مصانع تلك الشركة على أرض الواقع، ويطلب من إدارة الشركة إنشاء مصنع مماثل في مصر، ليتحول بعد ذلك إلى أحد منتجي الأجهزة الكهربية. واستطاع هذا الرجل بالصبر والأخذ بالأسباب أن يتحول من مجرد بائع ينتظر القليل إلى رجل أعمال عصامي يؤمن بأن من يعمل ويجد سيجني جزاء المجتهدين.
