سعيد لعرض "وداعا أمهات" بتل أبيب
مخرج مغربي ينفي تمويل إسرائيل لفيلمه عن هجرة اليهود
المخرج المغربي محمد إسماعيل
نفى المخرج المغربي محمد إسماعيل أن يكون فيلمه "وداعا أمهات" الذي يتناول قصة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل عام 1960، تلقى دعما من إسرائيل.
وقال إسماعيل -في حوار مع صحيفة المساء المغربية - أنه تناول في الفيلم حدث غرق الباخرة "إيكوز" التي كانت تحمل اليهود المغاربة، وهي الحادثة التي جعلت الملك الحسن الثاني يكسر مقتضيات مؤتمر الدار البيضاء ويمنح اليهود المغاربة جوازات سفر لتسهيل هجرة من شاء منهم.
وأوضح أن هناك ثلاثة أسباب جعلته يتناول هذا الموضوع، أولها "أنني أشتغل دائما حول تيمات الهجرة، وأكبر هجرة عرفها المغرب كانت في صفوف اليهود المغاربة بحكم أن عشرة في المائة من سكان البلاد هاجروا ولم نعرف لماذا قاموا بذلك".
وأضاف أنه "خلال بحثي في مواضيع الهجرة وجدت أن هجرة اليهود موضوع شائك ولم نتطرق إليه بما يكفي، وليست هناك أية مصادر مهمة حوله، وعدت بمخيلتي إلى الطفولة حين كنا نعيش بالقرب من الملاح ولم يكن هناك فرق بيننا وبينهم، كان أبناء جيراننا اليهود يلعبون معنا في الشارع، كما أنه كان هناك تجار يهود في الحي يمارسون مختلف الحرف، بمعنى أن اليهود كانوا يشكلون جزءا من حياتنا اليومية".
وأشار المخرج المغربي إلى أنه أثناء تصوير فيلم "وبعد"، كان معه صديق طفولة، "وحاولنا معا تذكر جميع الذين رحلوا من اليهود، فوجدنا أنه من بين 15 ألف يهودي في تطوان لم يبق اليوم أكثر من سبعة. وفي تلك اللحظة راودتني فكرة الاشتغال حول هذا الموضوع، وكتبنا السيناريو الأول في عام 2000، وأعدنا كتابته عدة مرات".
تسامح ديني
ورأى أن فيلمه أراد أن يطرح سؤالا مفاده: "لماذا رحل اليهود المغاربة؟ هل كنا مضطرين إلى ذلك؟ هل كانت هناك مشاكل في ممارسة الديانة أو مشاكل واجهوها في علاقتهم بالطرف الآخر أو مشاكل اجتماعية جعلتهم يرحلون بالتحديد في فترة الستينيات".
وأجاب أنه وجد أنه كان هناك تسامح، حيث إنه إلى حدود الساعة ما زال هناك حي فيردان بمدينة الدار البيضاء يتضمن تسع كنائس يهودية في رقعة جغرافية لا تتجاوز ثلاثمائة متر مربع.
وعن نهاية الفيلم التي تمثلت في تربية العائلة المسلمة لابني العائلة اليهودية بعد وفاة والديهما، حيث تقوم الزوجة المسلمة بمنح قلادة النجمة السداسية للطفلين اللذين صارا راشدين، قال إسماعيل "أكثر ما يمكننا أن نعبر به عن وفاء العائلة المسلمة هو أن تقوم برعاية أبناء العائلة اليهودية، خصوصا وأن الزوجة المغربية المسلمة كانت عاقرا، كما أن العائلتين كانت تجمعهما علاقة وطيدة، وبعد ذلك تقوم الزوجة المسلمة بتنفيذ وصية صديقتها اليهودية أمام قبرها في وسط نسمع فيه موسيقى والأذان وأصوات الكنائس".
ورأى أن هذه النهاية تعد حوارا جيدا للديانات والثقافات وتعبير عن الوفاء والتعايش، معتبرا أن السينما، بالنسبة إلينا كعرب ومغاربة، يجب أن تكون حاملة لرسالة وليس سينما تجارية، فيجب أن تحمل نوعا من الخطاب.
مرتان في إسرائيل
وعن أمنيته بأن يعرض فيلم "وداعا أمهات" في تل أبيب أو أن يشاهده اليهود المغاربة، قال: إن الفيلم يعرض في القدس في مهرجان حوار الديانات، وهو مهرجان تابع لمهرجان "الديانات الآن" الذي نظمته الفاتيكان.
وأضاف أن الفيلم عرض مرتين في إسرائيل، وأنا سعيد بذلك؛ لأنه يخاطب اليهود المغاربة الذين غادروا ويحاول سرد ظروف رحيلهم، والآن في ظل ما وقع، لا بد من العودة إلى التاريخ.
وردًّا على الانتقادات التي وجهت إليه لإصراره على عرض الفيلم في إسرائيل، قال إسماعيل "هناك انتقادات الآن، يقولون، مثلا، إن الفيلم يدخل في إطار سياسة التطبيع وإنه أنتج بأموال إسرائيلية، يعني مجرد خرافات، لكن من أراد الاطلاع على العقود المبرمة مع المعابد التي تم فيها التصوير وميزانية الفيلم والديون التي ما زالت بذمتي، فأنا مستعد لذلك".
مخرج مغربي ينفي تمويل إسرائيل لفيلمه عن هجرة اليهود
المخرج المغربي محمد إسماعيل
نفى المخرج المغربي محمد إسماعيل أن يكون فيلمه "وداعا أمهات" الذي يتناول قصة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل عام 1960، تلقى دعما من إسرائيل.
وقال إسماعيل -في حوار مع صحيفة المساء المغربية - أنه تناول في الفيلم حدث غرق الباخرة "إيكوز" التي كانت تحمل اليهود المغاربة، وهي الحادثة التي جعلت الملك الحسن الثاني يكسر مقتضيات مؤتمر الدار البيضاء ويمنح اليهود المغاربة جوازات سفر لتسهيل هجرة من شاء منهم.
وأوضح أن هناك ثلاثة أسباب جعلته يتناول هذا الموضوع، أولها "أنني أشتغل دائما حول تيمات الهجرة، وأكبر هجرة عرفها المغرب كانت في صفوف اليهود المغاربة بحكم أن عشرة في المائة من سكان البلاد هاجروا ولم نعرف لماذا قاموا بذلك".
وأضاف أنه "خلال بحثي في مواضيع الهجرة وجدت أن هجرة اليهود موضوع شائك ولم نتطرق إليه بما يكفي، وليست هناك أية مصادر مهمة حوله، وعدت بمخيلتي إلى الطفولة حين كنا نعيش بالقرب من الملاح ولم يكن هناك فرق بيننا وبينهم، كان أبناء جيراننا اليهود يلعبون معنا في الشارع، كما أنه كان هناك تجار يهود في الحي يمارسون مختلف الحرف، بمعنى أن اليهود كانوا يشكلون جزءا من حياتنا اليومية".
وأشار المخرج المغربي إلى أنه أثناء تصوير فيلم "وبعد"، كان معه صديق طفولة، "وحاولنا معا تذكر جميع الذين رحلوا من اليهود، فوجدنا أنه من بين 15 ألف يهودي في تطوان لم يبق اليوم أكثر من سبعة. وفي تلك اللحظة راودتني فكرة الاشتغال حول هذا الموضوع، وكتبنا السيناريو الأول في عام 2000، وأعدنا كتابته عدة مرات".
تسامح ديني
ورأى أن فيلمه أراد أن يطرح سؤالا مفاده: "لماذا رحل اليهود المغاربة؟ هل كنا مضطرين إلى ذلك؟ هل كانت هناك مشاكل في ممارسة الديانة أو مشاكل واجهوها في علاقتهم بالطرف الآخر أو مشاكل اجتماعية جعلتهم يرحلون بالتحديد في فترة الستينيات".
وأجاب أنه وجد أنه كان هناك تسامح، حيث إنه إلى حدود الساعة ما زال هناك حي فيردان بمدينة الدار البيضاء يتضمن تسع كنائس يهودية في رقعة جغرافية لا تتجاوز ثلاثمائة متر مربع.
وعن نهاية الفيلم التي تمثلت في تربية العائلة المسلمة لابني العائلة اليهودية بعد وفاة والديهما، حيث تقوم الزوجة المسلمة بمنح قلادة النجمة السداسية للطفلين اللذين صارا راشدين، قال إسماعيل "أكثر ما يمكننا أن نعبر به عن وفاء العائلة المسلمة هو أن تقوم برعاية أبناء العائلة اليهودية، خصوصا وأن الزوجة المغربية المسلمة كانت عاقرا، كما أن العائلتين كانت تجمعهما علاقة وطيدة، وبعد ذلك تقوم الزوجة المسلمة بتنفيذ وصية صديقتها اليهودية أمام قبرها في وسط نسمع فيه موسيقى والأذان وأصوات الكنائس".
ورأى أن هذه النهاية تعد حوارا جيدا للديانات والثقافات وتعبير عن الوفاء والتعايش، معتبرا أن السينما، بالنسبة إلينا كعرب ومغاربة، يجب أن تكون حاملة لرسالة وليس سينما تجارية، فيجب أن تحمل نوعا من الخطاب.
مرتان في إسرائيل
وعن أمنيته بأن يعرض فيلم "وداعا أمهات" في تل أبيب أو أن يشاهده اليهود المغاربة، قال: إن الفيلم يعرض في القدس في مهرجان حوار الديانات، وهو مهرجان تابع لمهرجان "الديانات الآن" الذي نظمته الفاتيكان.
وأضاف أن الفيلم عرض مرتين في إسرائيل، وأنا سعيد بذلك؛ لأنه يخاطب اليهود المغاربة الذين غادروا ويحاول سرد ظروف رحيلهم، والآن في ظل ما وقع، لا بد من العودة إلى التاريخ.
وردًّا على الانتقادات التي وجهت إليه لإصراره على عرض الفيلم في إسرائيل، قال إسماعيل "هناك انتقادات الآن، يقولون، مثلا، إن الفيلم يدخل في إطار سياسة التطبيع وإنه أنتج بأموال إسرائيلية، يعني مجرد خرافات، لكن من أراد الاطلاع على العقود المبرمة مع المعابد التي تم فيها التصوير وميزانية الفيلم والديون التي ما زالت بذمتي، فأنا مستعد لذلك".