الرئيسية
موقف غير حياته
فلاح مصري يقهر الأمية ويصبح محاميا شهيرا
لم يتوقع الفتى المصري محمد أبو جاعوص أن يأتي عليه يوم ويصبح فيه واحدا من أشهر المحاميين في القضايا التجارية بمصر، وأن توكل إليه كبريات الشركات مهمة الاستشارة القانونية لجميع أعمالها، وهو الرجل الذي ظل أميًّا يجهل القراءة والكتابة حتى الثامنة عشر من عمره.
فقد ولد أبو جاعوص في أسرة فقيرة، توفي والده، قبل أن يتم عامه الثاني لتجبره ظروف أسرته على أن يلتحق بسوق العمل وهو ما زال ابن خمس سنوات.
ففي البداية التحق بورشة لصناعة الخيوط في قريته، ثم بعدها ولضعف أجر الصبيان بهذه المهنة عمل في جني المحاصيل وزراعة الخضروات في الحقول، لكن يبدو أن القدر كان قد رسم طريقا آخر لأبو جاعوص غير الذي سَلْكه.
بداية هذا الطريق الجديد جاءت من موقف شاهده خلال حفل زفاف أحد أبناء القرية، حيث طلب المأذون من أحد الشباب الحاضرين أن يوقع على العقد، وعندما أخبره الشاب أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب انفجر المأذون والحضور في الضحك، استهزءا بالشاب.
وعندها اقسم أبو جاعوص أن لا يوضع في موقف هذا الشاب/ وأن لا يأتي موعد عقد قرانه، إلا وقد تعلم القراءة والكتابة، فوجد ضالته في فصل محو الأمية ببلدته.
3 مهام في وقت واحد
وما هي إلا شهور قليلة حتى حصل على شهادة محو الأمية بتفوق، ليلتحق بعدها بالمدرسة، منتقلا من مرحلة إلى أخرى إلى أن التحق بالثانوية العامة.
اهتمام أبو جاعوص بالتعليم لم يمنعه من أن يختار شريكة حياته فتزوج خلال المرحلة الثانوية، ليقضى نهاره في الحقل وليله في مذاكرة دروسه بالإضافة إلى القيام بدوره كزوج وأب.
ورغم أعبائه الجديدة، فإن أبو جاعوص تمكن من الالتحاق بكلية الحقوق، ليتخرج بعد ذلك، ويبدأ رحلة ممارسة المحاماة التي جاءت في وقت لا يمتلك فيه تكاليف رسوم "كارنية" النقابة.
وكعادته في التغلب على الصعاب راح أبو جاعوص يبحث عن مورد للرزق يؤمن به دخلا معقولا لأسرته وينفق منه على متطلبات المحاماة في بداية مشوارها، فتذكر أنه يحفظ القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا، مما دفعه للعمل محفظا لأطفال القرية.
وخلال تلك الفترة التحق بأحد مكاتب المحامين الكبار ليعمل محامى تحت التمرين، ثم تمكن من فتح مكتب، متخصص في القضايا التجارية، رافضا أن يزج بنفسه في القضايا الجنائية لا لسبب، سوى أنه يخشى أن يطالب يوما ببراءة مرتكب جريمة ارتكبها فعلا.
وعلى هذا النهج سار أبو جاعوص حتى أصبح واحدا من أشهر المحامين في الشق التجاري، ما جعل عشرات الشركات الكبرى تختاره مستشارا قانونيا لها.
نجاح أبو جاعوص في مهنته لم يأت على حساب دوره الأهم في تربية أبنائه، فقد تخرج نجله الأكبر في كلية الهندسة، بينما تخرج نجلاه الآخران في كلية الحقوق.
فلاح مصري يقهر الأمية ويصبح محاميا شهيرا
لم يتوقع الفتى المصري محمد أبو جاعوص أن يأتي عليه يوم ويصبح فيه واحدا من أشهر المحاميين في القضايا التجارية بمصر، وأن توكل إليه كبريات الشركات مهمة الاستشارة القانونية لجميع أعمالها، وهو الرجل الذي ظل أميًّا يجهل القراءة والكتابة حتى الثامنة عشر من عمره.
فقد ولد أبو جاعوص في أسرة فقيرة، توفي والده، قبل أن يتم عامه الثاني لتجبره ظروف أسرته على أن يلتحق بسوق العمل وهو ما زال ابن خمس سنوات.
ففي البداية التحق بورشة لصناعة الخيوط في قريته، ثم بعدها ولضعف أجر الصبيان بهذه المهنة عمل في جني المحاصيل وزراعة الخضروات في الحقول، لكن يبدو أن القدر كان قد رسم طريقا آخر لأبو جاعوص غير الذي سَلْكه.
بداية هذا الطريق الجديد جاءت من موقف شاهده خلال حفل زفاف أحد أبناء القرية، حيث طلب المأذون من أحد الشباب الحاضرين أن يوقع على العقد، وعندما أخبره الشاب أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب انفجر المأذون والحضور في الضحك، استهزءا بالشاب.
وعندها اقسم أبو جاعوص أن لا يوضع في موقف هذا الشاب/ وأن لا يأتي موعد عقد قرانه، إلا وقد تعلم القراءة والكتابة، فوجد ضالته في فصل محو الأمية ببلدته.
3 مهام في وقت واحد
وما هي إلا شهور قليلة حتى حصل على شهادة محو الأمية بتفوق، ليلتحق بعدها بالمدرسة، منتقلا من مرحلة إلى أخرى إلى أن التحق بالثانوية العامة.
اهتمام أبو جاعوص بالتعليم لم يمنعه من أن يختار شريكة حياته فتزوج خلال المرحلة الثانوية، ليقضى نهاره في الحقل وليله في مذاكرة دروسه بالإضافة إلى القيام بدوره كزوج وأب.
ورغم أعبائه الجديدة، فإن أبو جاعوص تمكن من الالتحاق بكلية الحقوق، ليتخرج بعد ذلك، ويبدأ رحلة ممارسة المحاماة التي جاءت في وقت لا يمتلك فيه تكاليف رسوم "كارنية" النقابة.
وكعادته في التغلب على الصعاب راح أبو جاعوص يبحث عن مورد للرزق يؤمن به دخلا معقولا لأسرته وينفق منه على متطلبات المحاماة في بداية مشوارها، فتذكر أنه يحفظ القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا، مما دفعه للعمل محفظا لأطفال القرية.
وخلال تلك الفترة التحق بأحد مكاتب المحامين الكبار ليعمل محامى تحت التمرين، ثم تمكن من فتح مكتب، متخصص في القضايا التجارية، رافضا أن يزج بنفسه في القضايا الجنائية لا لسبب، سوى أنه يخشى أن يطالب يوما ببراءة مرتكب جريمة ارتكبها فعلا.
وعلى هذا النهج سار أبو جاعوص حتى أصبح واحدا من أشهر المحامين في الشق التجاري، ما جعل عشرات الشركات الكبرى تختاره مستشارا قانونيا لها.
نجاح أبو جاعوص في مهنته لم يأت على حساب دوره الأهم في تربية أبنائه، فقد تخرج نجله الأكبر في كلية الهندسة، بينما تخرج نجلاه الآخران في كلية الحقوق.
