العِشقُ أولُ ما تَرَدَّدَ مِن كلامْ
مِن عَهدِ آدَمْ
جِئنا بِمُختَلِفِ الصِّفاتْ
جئنا كَكُلِّ الكائناتْ
مِن آدَمٍ .. مِن ضِلعِهِ
خُلِقَتْ لنا حَوَّاءْ
أحلَى وأجملَ ما رأَيْنا
مِن نِساءْ
ولأجلِها
كانَ الوجودُ
وكانتِ الأشياءْ
مِن ضِلعِنا نحنُ الرجالَ
تَشَكَّلتْ
كلُّ النساءْ
الساكناتِ قُلوبَنا
داءٌ أُحِلَّ
وما لَهُنَّ دواءْ
حوَّاءُ أكبرُ هَمِّنا
هي عُمرُنا
هي حبُّنا
هي شوقُنا
هي أٌمُّنا
هي أُختُنا
هي خوفُنا
هي أَمنُنا
نهرٌ تَرَقرقَ مِن حَنينْ ،
وحدائقٌ غَنَّاءْ ،
كَفٌّ نُقلِّبُهُ
فَيَمسحُ دَمعَنا
صَدرٌ بهِ نرتاحُ كلَّ مَساءْ
قد مَلَّ آدمُ جَنَّتَهْ
ورَأى الجِنانَ
كأنَّها صَحراءْ
وتَدَفَّقتْ حوَّاءُ بينَ ضُلوعِهِ
مَرَّتْ بكلِّ خَليَّةٍ
حتى ارتَوَتْ
فاخضَرَّتِ الأعضاءْ
حواءُ جاءَتْ للوجودِ بأسرِهِ
ولها النجومُ تَهامسَتْ
والليلةُ القَمراءْ
ولأجلِها هذا السهادُ بأعيُني
ولأجلِها ..
اللهُ جاءَ بِمعشَرِ الشعراءْ
أيُّ القصائدِ إن خَلَتْ مِن ذِكرِها ،
أو صوتِها ، أو هَمسِها ،
أو رَسمِها ..
جاءَتْ إلينا مُرَّةً ..
عَجْفاءْ
حواءُ إنَّكِ مُنيَتي
وحبيبتي ، وقبيلتي
نُورٌ يَلوحُ بعَتْمةِ الأنواءْ
حواءُ مِنِّي ،
من نورِ عيني ،
من نَبضِ قلبي ،
من جُنونِ خَواطري
فيها أّذوبُ كَسُكَّرٍ في الماءْ
ما الزهرُ في كلِّ الخمائلِ
غيرُ عُشبٍ ذابِلٍ
لكنَّهُ في كَفِّها استثناءْ
لو لَم تَكوني في الوجودِ حبيبتي
فلِمنْ إذنْ سأقولُها
وأُعيدُها
وأذوبُ شوقًا
لَمَّا يَحينُ لِقاءْ ؟
حواءُ يا مَعبودَتي ،
وحَبيبتي
يا جنَّتي الخضراءْ
أخْرَجْتِ آدمَ مَرَّةً
وأنا خُروجي
صارَ كلَّ مَساءْ